مسرح الجريمة
عبدالعزيز البرتاوي
المرة الوحيدة
التي سمحوا لي فيها بالتمثيل
كانت المقاعد شاغرة
وكان عامل التنظيف
يستعجلني تأدية دوري.
***
عالمٌ زائف.
الفارق الوحيد
بين المسرح والشارع:
الكواليس.
***
في مشهد ما:
كانت صفعته تمثيلا.
كانت دموعها حقيقة.
***
الستارة، ..
تعرف أنّ هذه القُبلة
لم تكن مدرجة
ضمن المشهد.
***
عامل التنظيف
من يقوم بالحقيقة الوحيدة
على خشبة المسرح.
***
مرارًا، ..كان دوري البطوليّ:
إغلاق الستارة.
***
رغم كونها
من إسمنت وحديد
لا زالت “خشبة المسرح”
تحب هذا الاسم.
***
كنتُ المشهد الأخير
من مسرحية لم تبدأ.
***
“خشبة المسرح”
ودّت أن لو كانت بابًا
يفضي إلى حقيقة
بدل كل هذا التمثيل.
***
“خشبة المسرح”
مثّلوا عليها ..
دور الفأس والحطّاب
وتنهّدت حين مرّ
ذِكر الغابة البائدة.
***
خشبة المسرح
ودّت أن لو كانت
غصنًا في غابة
لا تتقن أطيارها التمثيل.
***
كنتُ الفقرة الساقطة سهوًا
من دور ممثّل ثانوي.
***
أجمل أدواري ..
ذلك الذي لم يُكتب لي.
***
خلف الكواليس
كانت الحقيقة أيضًا.
كانت نهايتي
بدايتهم.
***
كان هتافهم ..
كل ما تحتاجه
روحي لتسكن.
***
رغم كونه مسالمًا
لا يؤذي ممثلا
ولا يشتم جمهورًا.
يستاء حين يسمعهم
ينادون مكان الحادثة:
“مسرح الجريمة”.
***
المجرمون استثناء.
ليسوا بشرًا حقيقيين.
أعمالهم تمثيل خالص.
ومكانهم الدائم:
“مسرح الجريمة”.
***
أعرف دوري
الذي لن أؤدّيه.
***
دورها الصامت ..
كان أفصح المشاهِد.
***
كان دوري في المسرحِ
أن لا أصعد عليه.
عدد المشاهدات : 680
شارك مع أصدقائك
2 Comments