مفضلاتي الـ 100 من الكتب | بلال فضل

مفضلاتي الـ 100 من الكتب | بلال فضل

مدير التحرير

“ممكن ترشح لي كتب أشتريها من معرض الكتاب؟”، سؤال مفعم بالعشم تعودت أن أتلقاه بسعادة منذ بدأت تقديم برنامج (عصير الكتب) قبل حوالي عشر سنوات، خاصة أن كثيراً من الكتب التي كنت أقترحها في فقرة (كتاب الأسبوع)، كانت بحمد الله تنال إعجاب كثير من متابعي البرنامج، مع وجود استثناءات تفرضها اختلافات الأذواق، التي لولاها لبارت الكتب أكثر مما هي بايرة.

مع التجربة، أصبح السؤال يثير التوتر، لأن بعض القراء والمتابعين يأخذون مسألة الترشيحات بشكل شخصي، فحين لا يعجبهم كتاب قمتَ بترشيحه لهم، يهاجمونك أحياناً أكثر من مؤلفه أو مترجمه، لأنك تسببت في إضاعة ما أنفقوه من مال في شراء الكتاب، أو من وقت في تحميله، لذلك أصبحت أحرص من حين لآخر على أن أكرر القول إن ما أرشحه من كتب في فقرة (كتاب الأسبوع) هو في البدء والمنتهى اختيار يعتمد على ذائقتي الشخصية التي لن يتفق الكل معي فيها بالضرورة، وأن إعلان اختياراتي لا يهدف لترويج ذائقتي في القراءة التي لن يؤثر عليها اختلاف الآخرين أو اتفاقهم معها، بقدر ما يهدف إلى إشاعة ثقافة ترشيح الكتب والأفلام والأغاني، التي تشبه عندي في الفضل والقدر فكرة عزايم الأكل التي تدعو فيها من تحبه إلى مطعم جميل لم يتعرف عليه من قبل، أو تعرفه على أكلة جميلة لم يسبق له أن استمتع بها.

حين يسألني البعض عن المعيار الذي أعتمد عليه في ترشيحي للكتب، أكرر ما سبق أن قلته حين نشرت أول قائمة ترشيحات للكتب في صحيفة (المصري اليوم) عام 2008، وكانت نواة لقائمة موسعة ومنقحة نشرتها في خاتمة كتاب (في أحضان الكتب) الذي صدر نهاية عام 2013، وهو أنني أعتمد في تقييمي للكتاب على إمتاعه لي كقارئ، وقدرته على دفعي للتمسك به وجعل قرار إفلاته من يدي صعباً، ولذلك اخترت لقائمتي عنواناً متحيزاً هو (أحلى الكتب)، لكنني حين قرأت تلك القائمة مؤخراً خلال تحضيري لطبعة جديدة من الكتاب، قررت أن أقوم بحذف القائمة من الطبعة الجديدة، بعد أن اكتشفت أن بها عدداً من الكتب التي تستحق أن تحذف من القائمة التي تعد القارئ بأنها ستقدم له أحلى الكتب، فمع أنها ليست كتباً رديئة ولا مملة، لكنها لا تتمتع بأهم شرط لوصف الحلاوة من وجهة نظري “بعد آخر أبديت لبرنامجي للتعامل مع الكتب”، وهو أن يظل الكتاب قابلاً لإعادة القراءة أكثر من مرة، أو أن يظل كثير منه حاضراً في ذهنك ووجدانك مهما مر من الزمن على قراءتك له، وهو شرط يزداد صعوبة مع تقدم السن وتعدد القراءات ووهن الذاكرة.

حين طلب مني الصديق الشاعر أحمد ندا قبل عام، أن أشارك في تجربة كان يحررها في أحد المواقع، تدعو المشاركين فيها لاختيار ما يفضلونه من الكتب والأفلام والأغاني، بشرط أن يختار المشترك عشرة عناوين فقط، اعتذرت له بعد أن وجدت صعوبة بالغة في الالتزام بشرط العدد، برغم أني سبق وأن قدمت في صفحة (قلمين) التي كنت أحررها في الإصدار الثاني من صحيفة (الدستور) عام 2005 باباً قصيراً بعنوان (عشرات)، كنت “أشاور” فيه كل أسبوع على عشرة أشياء أفضلها وأرشحها من أفلام وأغاني وكتب ومسرحيات ومطاعم ومسلسلات وبرامج إذاعية وتلفزيونية، وكان ذلك نواة لمشروع بعنوان (التاريخ الشخصي لأشيائي)، قررت أن أكتبه على مدى السنين وأنشره حين أبلغ الستين من عمري، لكنني حين أقرأ هذه التجربة التي نشرتها بعد أن تجاوزت الثلاثين من عمري بقليل، يدهشني ما يغلب عليها من طيش، قد يبدو لك جلياً منذ اختيار العنوان، مما جعلني أدرك أن أي اختيار لما تفضله من أشياء في الحياة الدنيا، لا يجب أن يؤخذ بجدية قبل بلوغ الأربعين، ليس لأنها سن النبوة والحكمة المفترضة، بل لأنها في الغالب الأعم بداية سنوات الغربلة، التي يستحسن أن تبدأ بعدها في تخفيف حمولتك الزائدة من التفضيلات والانحيازات والذكريات المكبوتة والصداقات والعداوات.

كنت ولا أزال مفتوناً بعنوان كتاب (المفضليّات) المرتبط بتجربة رائدة للشاعر العربي المفضّل الضبّي، قام فيها باختيار عشرات القصائد التي يحبها ليقوم بتدارسها مع تلميذه المهدي ابن الخليفة أبي جعفر المنصور، وهي محاولة مبكرة في تراثنا العربي تكررت بعد ذلك في عدة أشكال وصور أكثر ما أفضله منها ما قام به الشاعر أدونيس في عمليه الجميلين (ديوان الشعر العربي) و(ديوان النثر العربي)، لكن تخلف صناعة النشر لدينا أدى إلى عدم تطوير فكرة كتب المفضّلات والترشيحات بشكل جذاب ومثير للاهتمام، مثلما حدث في محاولات كثيرة قرأتها بالإنجليزية، من أجملها وأشهرها سلسلة الكتب التي ترشد قارئها إلى عدد من الكتب أو الأفلام أو اللوحات أو الأماكن التي يجب أن يشاهدها قبل أن يموت، على أساس أن الحياة قصيرة ولن تتسع بالضرورة لغواية الاكتشاف التي تستحوذ على عقلك لسنين طويلة، وتجعلك نَفوراً من فكرة أن يرشح لك أحد، لتختار مفضلاتك بنفسك وتتحمل مسئولية اختياراتك، وهو ما كان يجعلني أنفر بشدة من قراءة تلك الكتب، قبل أن يجبرني “انفلات الزمان كإنه سحبة قوس في أوتار كمان” على التواضع، ومنح تلك الكتب فرصة، لأكتشف أنها لا تفرض عليك ذوقاً بعينه في القراءة والمشاهدة والسّمَع، بل تقدم لك طيفاً واسعاً من الاختيارات المعتمدة على ما حققته الأعمال الفنية والأدبية من نجاح نقدي أو جماهيري أو كليهما، أو على ما قام به الزمن من إنصاف متأخر لأعمال ظلمت عند صدورها، وهو ما استفدت منه كثيراً، دون أن يقلل ما تقدمه هذه الكتب المرتبطة بذائقة صانعيها، من إدراكي لأهمية إنصاف الأعمال المظلومة أو مهاجمة الأعمال المبالغ في تقديرها، لتشهد دورة حياتنا القصيرة سلسلة من الترشيحات والترشيحات المضادة التي تصبح الحياة بفضلها أقل بواخة وإيلامًا.

حين قررت توسيع تجربة المفضلات العشرة من الأفلام والكتب والأغاني، لكي أصنع قائمة بمائة عنوان مما أفضله من كتب وأفلام وأغنيات ومسرحيات ومسلسلات، متخذاً من تلك اللعبة مدخلاً لغربلة الذاكرة وإنعاشها، أخذت أفكر في عناوين الكتب التي استبعدتها من قائمتي السابقة، وأتأمل أسباب استبعادي لها، مع أنها لا تزال كتباً حلوة وممتعة، وأتأمل أيضاً عناوين الكتب التي أصبحت أرى أنها الاجدر بأن تنضم إلى قائمة مفضلاتي من الكتب، وفي أسباب اختياري لها، فأدركت أن القاسم المشترك الذي يجمع بين مفضلاتي المائة من الكتب، أنها لم تؤثر في فقط كقارئ، بل أثّرت في ككاتب، فبرغم أنني أصبحت أحب أعمالاً مختلفة لبعض كتابي المفضلين، لكنني حين أضع الآن قائمة لأكثر ما أفضله لهم من كتب، أميل لوضع الكتب التي عصفت بذهني ووجداني حين قرأتها، وجعلتني أتأملها ككاتب من حيث اللغة والأسلوب والأفكار، وهي الكتب التي لا زلت حين أعاود قراءتها من حين لآخر، ولو بشكل خاطف، أكتشف أنها لا زالت قادرة على شحن بطاريات الروح، على عكس ما تفعله كتب أخرى ربما أقضي معها وقتاً ممتعاً أو لطيفاً، لكن علاقتي بها تنتهي بعد قراءتها، فضلاً عن أنها لا تدفعني لتأمل الطريقة التي كتبت بها، والتساؤل عما يجب أن أستفيده ككاتب من هذه الكتب، ومن تجارب مؤلفيها في الكتابة، خاصة أنني اكتشفت أن كثيراً من العناوين التي اخترتها في قائمتي التي أدرك أنها ليست نهائية، كتبها مؤلفون أحب مجمل ما قدموه أو كثيراً منه، بل وأصبح لدي قدرة على التسامح مع بعض العيوب والنواقص التي شابت أعمالهم في البدايات، لأن تلك العيوب والنواقص أصبحت تعني بالنسبة لي بشارة ووعداً بأنني لو أصغيت واجتهدت، يمكن أن أتخلص من عيوب ونواقص كتابتي.

نهايته، إذا كنت قد وجهت لي مؤخراً سؤالاً عما تحب أن أرشحه لك لتشتريه من أي معرض قادم للكتاب، أعرف أنك ربما لا تكون مهتماً بطريقة اختياري لمفضلاتي من الكتب، قدر اهتمامك بمعرفة عناوين هذه الكتب، لعلها تساعدك على اتخاذ قرار بما ستشتريه، لكني سأرجوك ألا تتجاوز قراءة هذه الفقرة إلى العناوين، قبل أن تسمح لي باللتّ والعجن والتأكيد على أن هذه القائمة مرتبطة برقم المائة الذي ألزمت به نفسي منعاً للمزيد من الرطرطة، لذلك يستحيل أن أجمع فيها كل ما يستحق الترشيح من كتب ملهمة وممتعة، كما أنها كما يجب أن يتذكر هواة التميز ومهاويس التجويد، قائمة شخصية لا تغطي كل مجالات المعرفة ومكتوبة من الذاكرة، قد يفشل كثير من عناوينها في تحقيق طموحاتك إلى قراءة ممتعة تجيب همها وتقلل همك، فإن وجدت فيما رشحته خيراً فاحمد الله واشكر صُنّاع الكتاب الذي أعجبك، وما فاض لديك من شكر فلا تبخل به على محسوبك، وإن وجدت ما يخيب الأمل فعليك أن تصُبّ غضبك على صنّاع الكتاب الذي خيّب أملك، و”افتكر لي لحظة حلوة، مَرة عشناها سوا”، وفي كل الأحوال، لا تدع رأيك في هذه القائمة يلهيك عن صنع قائمتك الخاصة التي ترشحها لمن تعرف ومن لا تعرف.

أما عن مفضلاتي المئة من الكتب في هذه المرحلة من العمر فهي:

1 ـ التاريخ الشعبي للولايات المتحدة للمؤرخ الأمريكي هوارد زن ترجمة شعبان مكاوي: أجمل وأهم كتاب تاريخ قرأته حتى الآن، ولو كنت سأختار لك من بين كل ما قرأته من كتب كتاباً واحداً تقرأه، لكان هذا الكتاب، حتى لو لم تكن مهتماً بتاريخ الولايات المتحدة، لأن أهميته في رأيي تتجاوز موضوعه بكثير، وتكمن في الطريقة التي يدفعك بها لقراءة التاريخ والتفكير فيه، وهي طريقة ستجدها مفيدة في قراءة واقعك والتفكير في ما سيفضي إليه من مستقبل.

2 ـ الثلاثية لنجيب محفوظ: مع أني أصبحت أحب له أكثر ليالي ألف ليلة والحرافيش وخان الخليلي وكل قصصه القصيرة، لكن لا أنسى للثلاثية فضل أنها كانت أول رواية انبهرت بها وغيرت نظرتي للأدب. سبب آخر لتفضيلي للثلاثية، وهي أنك تقضي معها أطول وقت ممكن مع كتابة نجيب محفوظ، إلا لو قررت قراءة أعماله الكاملة دفعة واحدة، وهو ما يجب أن يفعله الإنسان مرة على الأقل كل سبع سنين.

3 ـ هكذا أتينا إلى الحياة وهكذا سرنا للكاتب التركي عزيز نيسين ترجمة محمد مولود فاقي: هذه سيرته الذاتية غير المكتملة في جزئين، كانت من أواخر ما قرأت له بعد أن عشقت روايته (الطريق الوحيد) وعشرات المجموعات القصصية، وقد جاء تأخيرها خيراً، لأنها أضاءت لي عالمه أكثر، وعمّقت محبتي له.

4 ـ عصر ورجال لفتحي رضوان: تجربة فريدة في الكتابة عن شخصيات شهيرة، بها بعض الغضب المستند على نظرة ثائرة ترغب في المفاصلة مع عهد قديم، والانحياز لعهد ظنه الكاتب جديداً، لكن التجربة تظل ممتعة وملهمة في كتابة السير الذاتية التي يغلب عليها لدينا طابع التقديس والتمجيد وتبرير الأخطاء.

5 ـ تباريح جريح لصلاح عيسى: أقل كتبه شهرة، يضم أجمل مقالاته التي نشرها في سنوات الثمانينات في صحيفة (الأهالي)، أحببت بفضل هذه المقالات الكتابة وحلمت بها، إذا لم تجده متاحاً أو إذا لم يمسك كما مسّني، أرشح لك أي كتاب للمؤلف يحمل عنوان (حكايات من دفتر الوطن)، وقد صدرت له تحت هذا العنوان عدة كتب جميلة وملهمة.

6 ـ رباعية الولد الشقي لمحمود السعدني: كتابة أعادت تعريف الكتابة في ذهني، وجعلتني أحلم بكتابة تختصر المسافة بين الحكي الشفوي والمكتوب، إذا كنت تريد التعرف على كتابة السعدني من مدخل أقصر وأسهل، فيمكن أن تبدأ بكتابه (مسافر على الرصيف).

7 ـ الشياطين لفيودور دوستويفسكي ترجمة سامي الدروبي: أول ما قرأته له لحسن الحظ، أحب الآن (الإخوة كارامازوف) و(الأبله) أكثر، لكني لا أنسى أبدا تأثير أول قراءة صاعقة للشياطين التي جعلتني من عشاق عالم ديستويفسكي ومن المهاويس بكل ما كتبه وكل ما كُتِب عنه.

8 ـ الحب في زمن الكوليرا لجابرييل جارسيا ماركيز ترجمة صالح علماني: ليس كمثلها شيئ، بسببها أحببت كل ما كتبه ماركيز بدءاً بقصصه ورواياته القصيرة التي كتبها في بداية حياته، وانتهاءاً بسيرته الذاتية البديعة (عشت لأروي).

9 ـ خليها على الله ليحيى حقي: من بين أعمال كثيرة أحبها له هذا العمل الأكثر تفضيلاً وإمتاعاً، وإذا كنت حريصاً على معرفة بقية الكتب التي أحبها لهذا الكاتب العظيم فهي: كناسة الدكان ـ صح النوم ـ فكرة فابتسامة ـ أم العواجز ـ تراب الميري ـ دمعة فابتسامة ـ عطر الأحباب ـ من فيض الكريم ـ دماء وطين ـ ناس في الظل ـ من باب العشم، وهو من الكتاب القليلين الذين إذا لم تعجب بأحد كتبه، فإنك ستستفيد منه كثيراً ككاتب حين تتأمل تخريجاته اللغوية وأسلوبه المدهش في عرض أفكاره.

10 ـ مغامرات هكلبيري فن لمارك توين ترجمة نصر عبد الرحمن: لم أقرأ لمارك توين عملاً غير ممتع أو ملهم، لكن هذا الكتاب هو الأروع على الإطلاق.

11 ـ كل رجال الباشا للدكتور خالد فهمي ترجمة شريف يونس: كتاب ملهم وممتع، يتجاوز تأثير قراءته الفترة التي يدرسها إلى ما هو أبعد بكثير، حيث يساهم في تغيير أفكار راسخة وجدنا عليها آباءنا عن الدولة والوطنية والمواطنة والعلاقة بين الشعب والحاكم.

12 ـ سأخون وطني ـ هذيان في الرعب والحرية لمحمد الماغوط: من الكتب التي قد لا أفضل إعادة قراءتها الآن، فقد أصبحت أحب شعر الماغوط أكثر من نثره، لكن تأثير الكتاب عليّ حين قرأته أول مرة، كان صاعقاً في أسلوبه وسخريته وأفكاره وتحديه الشجاع للمفهوم السائد للوطنية الذي جاب أوطاننا ورا، وأعرف عدداً من أبناء جيلي مروا كما مررت بمرحلة تقليد أسلوب الماغوط وطريقته، وبعضهم للأسف لم يتخلص من ذلك حتى الآن، برغم أن تطورات الأحداث جعلتهم مؤخراً يختارون لعب دور حرس الحدود الوطنية الذي أبدع الماغوط في هجائه.

13 ـ المسرات والأوجاع لفؤاد التكرلي: كانت أول ما قرأته لهذا الكاتب العراقي العظيم الذي أحببت كل ما كتبه، تأثرت بها كثيراً وعاشت معي طويلاً.

14 ـ جسر على نهر درينا لإيفو أندريتش ترجمة سامي الدروبي: رواية رائعة تستحق كل ما حظيت به من تقدير وإشادة، قرأت لأندريتش أيضاً عدة أعمال منها رواية رائعة أخرى بعنوان (وقائع مدينة ترافنيك) من ترجمة الدروبي أيضاً، لكن رواية (جسر على نهر درينا) تظل الأعظم والأجمل.

15 ـ حماقات بروكلين لبول أوستر ترجمة أسامة منزلجي: ساعدتني على إعادة قراءة عالم بول أوستر، كنت قد قرأت له قبلها عدة أعمال على رأسها ثلاثية نيويورك، وكانت أعمالاً ممتعة، لكن هذه الرواية لفتت انتباهي إلى القدرة المدهشة لبول أوستر على تطوير نفسه، فأعدت بعدها قراءة أعماله القديمة، وأصبحت أنتظر بشغف كل ما يصدر له من أعمال، لا أدري إذا كانت هذه الرواية ستكون مدخلك المناسب لمحبته، فقد فعلت ذلك معي ولذلك أحبها برغم أنه أصدر بعدها أعمالاً أجمل.

16 ـ الإمتاع والمؤانسة لأبي حيان التوحيدي: قرأت عن التوحيدي كثيراً قبل أن أقرأ له، ربما لأنني حين بدأت القراءة له في الجامعة بدأت بكتاب (المقابسات)، فلم أتذوقه جيداً ونفرت من لغته، ولذلك انتظرت عدة سنوات، حتى تحمست لقراءة هذا الكتاب حين قرأت عن ظروف كتابته العجيبة، ومن ساعتها أصبح التوحيدي واحداً من كتابي المفضلين.

17 ـ خلوة الغلبان لإبراهيم أصلان: الأثر الجميل الذي أحدثه هذا الكتاب الصغير الرائع في نفسي يشبه الأثر الذي أحدثته رواية (حماقات بروكلين)، فقد أعاد تعريفي على عالم إبراهيم أصلان الذي كنت أستلطف رواياته القصيرة وقصصه، لكني كنت أتصور أن هناك مبالغة في الاحتفاء النقدي بها، وكان يلزمني بعض السن والتجربة لكي أدرك أن ما يفعله إبراهيم أصلان شديد الصعوبة، وأن بساطته ستخدعك فتظن أن ما يفعله سهل، وتدرك أنه يستحق كل تقدير واحتفاء لما قدّمه من إسهام مهم في الكتابة العربية.

18 ـ أتغير لليف أولمن ترجمة أسامة منزلجي: أعرف أنك زهقت من استخدام التعبير المبتذل (هذا الكتاب غيّر حياتي)، لكن هذا الكتاب بالفعل غيّر حياتي وجعلني أعيد التفكير كثيراً في علاقتي بالمرأة والفن والحب ومفهوم النجاح والفشل في الحياة.

19 ـ ذاكرة النار لإدواردو غاليانو بأجزائها الثلاثة (سفر التكوين ـ الوجوه والأقنعة ـ قرن الريح) ترجمة أسامة إسبر: تجربة ملهمة وفريدة في كتابة التاريخ الشعبي لقارة بأكملها، بطريقة صارت مسجلة باسم غاليانو الذي لم أنزعج من قراءة أي من كتبه، بل أحببت الكثير منها، وهذا ما يصعب على الكثير من الكتاب أن يحققوه حين يكون لهم مشوار طويل مع الكتابة.

20 ـ وعّاظ السلاطين للدكتور علي الوردي: انبهرت بأسلوب الكاتب وأفكاره، ودفعني لقراءة كتب كثيرة له، وقراءة كتب كنت أنفر من قراءتها لأنني أشعر أنها لم تعد مهمة، مثل كتاب (الفتنة الكبرى) للدكتور طه حسين، وسلسلة كتب تاريخ الإسلام التي كتبها أحمد أمين، كما شجّعني على قراءة العديد من أمهات الكتب في التاريخ، وهو أعظم دور يمكن أن يقوم به كتاب وكاتب.

21 ـ تلابيب الكتابة لصافي ناز كاظم: قرأته وأنا طالب في الجامعة، وكانت تجربة قراءة مدهشة وفاتنة ومختلفة عن كل ما قرأته من أساليب في الكتابة، ولا يزال برغم مرور السنين، من الكتب التي لا تُملّ.

22 ـ شخصيات غير قلقة في الإسلام لهادي العلوي: وقعت في غرام كاتبه قبل انتهائي منه، وقرأت كل ما كتبه بإعجاب واهتمام، لكن يبقى هذا الكتاب هو حبي الأول من أعمال هذا المثقف الرائع.

23 ـ يوميات نائب في الأرياف لتوفيق الحكيم: عمل ممتع وعظيم، لم يفقد قيمته مع الزمن، بالعكس، حين تتذكر الفترة الزمنية التي كُتِب فيها، وكيف كان شكل الكتابة السائدة وقتها، سيزداد تقديرك له.

24 ـ الخوف السائل زيجمونت باومان ترجمة حجاج أبو جبر: لم يكن أول ما قرأته لباومان، بدأت بقراءة كتابه (الحب السائل) فأحببت أسلوبه في تشجيعك على التأمل، وفتح شهيتك لقراءة المزيد عن الأفكار التي يطرحها، كان من حسن حظي أن صادفت هذا الكتاب في لحظة كنت أحتاج فيها إلى تفسير لما فعله الخوف بأصدقاء وأساتذة خانوا قيمهم ومبادئهم وتطوعوا بتأييد الظلم والقمع، وقد ساعدني هذا الكتاب على فهم ما دفعهم لاتخاذ تلك المواقف، بشكل جعلني أخفف نبرة الإدانة المترفعة التي كنت أتعامل بها معهم، دون أن أفقد تماماً حزني عليهم وغضبي منهم.

25 ـ من أوراق الرفض والقبول لفاروق عبد القادر: بدأت القراءة في الوقت الذي كان فيه فاروق عبد القادر ملء السمع والبصر بمعاركه الشجاعة مع أسماء أخذت أكثر مما تستحق من تقدير، وأيضاً مع أسماء أصبحت أرى بعد ذلك أنها لم تكن تستحق غضبه العارم، لكن هذا الكتاب ساعدني على إدراك أن أهمية فاروق لم تكن فقط في معاركه السجالية المثيرة للجدل، بل كانت في انحيازاته النقدية لأعمال متميزة وكتاب رائعين والتي سجلها في أعمال كثيرة من أهمها أيضاً (نفق معتم ومصابيح قليلة)، والتي تعرفنا من خلالها أيضاً على كتّاب عرب متميزين لم تكن الصحافة المصرية ضيقة النظرة مهتمة بهم، وصرنا مدينين له بفضل تعريفنا على كثير من التجارب الإبداعية المهمة، حتى لو لم نشاركه الإعجاب ببعضها، ولو لم نوافقه على حدته في رفض بعضها الآخر. سيزداد تقديرك للدور الذي كان يلعبه فاروق عبد القادر في الحياة الثقافية، حين ترى الحالة المأساوية التي أصبح عليها حال النقد الثقافي والأدبي الآن في أيامنا التي ازداد فيها إعتام النفق وقل عدد المصابيح التي تبدد عتمته.

26 ـ كيف تلتئم ـ عن الأمومة وأشباحها لإيمان مرسال: أنا مدين بالكثير لهذا الكتاب القصير المكير، الذي ساعدني على فهم الكثير عن نفسي كأب وابن وزوج تطارده الكثير من الأشباح، ويحرص بقدر الإمكان على ألا يكون بدوره شبحاً يطارد آخرين ممن ارتبطت حياتهم به.

27 ـ مكتب البريد لتشارلز بوكوفسكي ترجمة ريم غنايم: كانت أول رواية كتبها بعد أن كتب أشعاراً كثيرة، كنت قد قرأت له من قبل بعض أشعاره فلم أتحمس لها، لكنني عشقت هذه الرواية التي أحببت بفضلها عالمه الروائي والشعري، وأصبحت مفتوناً به وبقسوته الظاهرية وبتناقضاته الصارخة، فضلاً عن كونه من الكتاب الذين تحرضني قراءتهم على الكتابة.

28 ـ خارج المكان لإدوارد سعيد ترجمة فواز طرابلسي: ساعدتني هذه المذكرات الرائعة على حل مشكلتي مع إدوارد سعيد، فقد كنت وأنا في الجامعة أقرأ بعض حواراته ومقالاته التي تنشرها الصحف مترجمة عن الإنجليزية، فأهتم كثيراً بما يقوله وأعجب بمواقفه الشجاعة، ثم أحاول قراءة بعض كتبه فأجدها صعبة ومملة، وحين قرأت له فصلاً كتبه في كتاب آخر عن الرائعة تحية كاريوكا، أحببت طريقة كتابته عنها، ودفعتني إلى قراءة هذا الكتاب الذي كان مفتاحاً بالنسبة لي لزيارة عالمه من جديد بمحبة واهتمام.

29 ـ المستشرق ـ في فض غموض حياة غريبة وخطيرة لتوم ريس ترجمة رفعت السيد علي: ممتع، لكن يظل أهم ما قدمه لي هو طريقة كتابته التي أعجبتني وأفادتني كثيراً.

30 ـ حيوانات أيامنا لمحمد المخزنجي: هو بالنسبة لي أعلى ذروة إبداعية بين ذُرى المخزنجي المتعددة التي أحب أن آوي إليها من حين لآخر.

31 ـ رسائل الجاحظ تحقيق عبد السلام هارون: شكل الرسائل القصيرة ساعدني على فهم أهمية الجاحظ ومحبة أسلوبه الرائع، وجعلني من مريديه ومحبيه.

32 ـ بيت الياسمين لإبراهيم عبد المجيد: قرأتها بعد فترة طويلة من تفرغي لقراءة كل ما كتبه نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ويوسف إدريس، فوجدت فيها كتابة مختلفة تماماً، على عكس كتابات كثيرة لأدباء من أجيال تالية كنت أشعر أنها متأثرة بكتابات السابقين، وجدت هذا الشعور نفسه مع (ذات) لصنع الله إبراهيم، لكني لم أحب أعماله التالية بنفس القدر، أما إبراهيم عبد المجيد فقد ازداد تقديري لروايته (بيت الياسمين) التي أحببت بطلها (شجرة محمد علي)، حين قرأت له بعدها رواية (البلدة الأخرى) ورواية (لا أحد ينام في الإسكندرية) وأعجبت بتنوعه، وأدين له بأنه ساعدني على اتخاذ قرار رفض فرصة عقد عمل جاءني بعد التخرج، لأنني تأثرت كثيراً بالكآبة والخنقة التي عاشها بطل (البلدة الأخرى).

33 ـ من أعاد دورونتين لإسماعيل كاداريه ترجمة أنطوان أبو زيد: رواية مدهشة لم أقرأ مثلها لأحد، ولا حتى إسماعيل كاداريه نفسه.

34 ـ متشرداً في باريس ولندن لجورج أورويل ترجمة سعدي يوسف: أجمل ما قرأته لجورج أورويل، برغم أنني أحب (مزرعة الحيوانات) و(1984) كثيراً. لكنني تأثرت أكثر بهذا العمل.

35 ـ ديوان أبي الطيب المتنبي: كنت أستمع منذ أيام إلى بعض قصائد المتنبي بصوت عبد المجيد مجذوب، وتذكرت معركة حامية الوطيس وقعت ضد محمود درويش لأنه قال في ندوة له بمهرجان قرطاج أن المتنبي أكثر حداثة من أغلب شعرائنا المعاصرين، وهي نتيجة ستصل إليها لو فتحت أي صفحة بشكل عشوائي من ديوان المتنبي وتركت نفسك لعظمة وإبداع هذا الشاعر الفذ، الذي استحق ديوانه الوصف الذي أطلقه عليه شاعر عظيم آخر هو أبو العلاء المعري: (مُعجِز أحمد).

36 ـ المجموعة الكاملة لشاعر الشعب بيرم التونسي: خليط ممتع وغير متجانس من البهجة والمرارة والغضب والسخرية والحكمة والعبثية، مع قدر من الضلالات الفكرية التي تساعدك قراءتها على تأمل مواقفك في الحياة والسعي لتطويرها.

37 ـ كتاب النميمة لسليمان فياض: تجربة رائعة ومتفردة في كتابة البورتريهات لنبلاء وأوباش الحياة الثقافية والأدبية، أعتقد أن اسم النميمة جاء ظالماً لأهمية البورتريهات، وأظن أن اختيار الاسم جاء متعمداً من العم سليمان للتقليل من خطورة ما كتبه، وعمل نوع من التمويه الذي يمكن أن يحميه من شر من كتب عنهم من أوباش.

38 ـ حديث الأربعاء للدكتور طه حسين: كان أول ما قرأته لعميد الأدب العربي، الذي لا أنصحك أن تفوت له سطراً، لأنك ستستفيد من لغته وطريقته في التفكير وأسلوبه في الكتابة والاشتباك مع التراث العربي والفكر الغربي، وستقدر أكثر مع مرور وتعدد القراءات مواقفه وشخصيته وأسلوبه، وهو من الكتّاب الذين تزيدني إعادة قراءتهم محبة وتقديراً لهم.

39 ـ المقالات النقدية الكاملة لسامي السلاموني: لم يأتِ قبل السلاموني ولا بعده ناقد سينمائي يمتلك أسلوباً ممتعاً ومتفرداً في الكتابة، يجعلك تصفق له إعجاباً حتى وإن اختلفت مع أحكامه النقدية، ما يزيد هذا الكتاب بأجزائه الأربعة جمالاً وخصوصية أنه يمنحك فرصة لإنعاش ذاكرتك السينمائية وتأمل علاقتك بالفرجة وكيف تطورت أو كيف تدهورت؟

40 ـ التخلف الاجتماعي مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور للدكتور مصطفى حجازي: كتاب رائع ساعدني هو وكتاب (الإنسان المهدور) لنفس المؤلف على فهم الكثير مما يحدث في بلادنا المنكوبة.

41 ـ الطاغية دراسة فلسفية لصور من الاستبداد السياسي د. إمام عبد الفتاح إمام: كتاب جميل، وهو مثل الكتابين السابقين للدكتور مصطفى حجازي لم يفقد قيمته مع الزمن للأسف، ولست بحاجة لأن أشرح لك لماذا قلت “للأسف”.

42 ـ موال البيات والنوم لخيري شلبي: مع أني أحب أعمالاً كثيرة للحكّاء العظيم خيري شلبي، إلا أن ما يعطي هذا العمل قيمته الخاصة لدي، أنني قرأته في أيام كان حاضرًا لدي فيها بقوة هم البيات والعثور على مكان للنوم فيه.

43 ـ الأعمال الشعرية الكاملة لصلاح عبد الصبور: تعرفت على صلاح عبد الصبور بفضل الدكتور طه وادي أستاذ الأدب العربي والذي درّسنا في عامنا الأول بكلية الإعلام بجامعة القاهرة مسرحيته الجميلة (بعد أن يموت الملك)، وأحببتها كثيراً هي ومسرحية (مأساة الحلاج)، ثم اشتريت طبعة أعماله الشعرية الكاملة الصادرة من دار العودة من سور الأزبكية، وكان تأثير أغلب قصائد دواوينه علي صاعقاً في مرحلة التصدع العاطفي المبكرة، أضحك الآن حين أتذكر كيف كانت بعض قصائده تبكيني، لكن قصائد أخرى منها لا زالت تبكيني حتى الآن، ولا أظن أن كثيراً من شعره سيفارقني أبدًا.

44 ـ رأيت رام الله لمريد البرغوثي: كتاب رائع أحببت أيضًا جزءه الثاني (ولدت هناك ولدت هنا)، كان نثر مريد البرغوثي مدخلي إلى محبة شعره العظيم، كان أول ما قرأته له كشاعر ديوانه (رنة الإبرة) ولم أفوت بعدها قراءة سطر مما كتبه.

45 ـ الحركة السياسية في مصر 1945 – 1953 لطارق البشري: أستطيع أن أصف تأثير قراءتي له لأول مرة أنه كان تأثيرًا صاعقًا، ساعدني الكتاب على إزالة الكثير من الأوهام عن تاريخ مصر قبل 1952 وفهم الكثير من الأوهام التي سادت ما بعد 1952.

46 ـ نجيب محفوظ صفحات من مذكراته لرجاء النقاش: من أجمل كتب السير الذاتية التي قرأتها ومن أكثرها إلهاماً، وإلى جواره أحب سلسلة الكتب التي صدرت للأستاذ رجاء عن مكتبة أطلس وضمت عدداً من أهم مقالاته التي كان ينشرها في صحيفة (الأهرام) ويقوم فيها بعرض الكثير من الكتب التي ما كنا لنعرف شيئاً عنها لولا أسلوبه الجميل في قراءتها وتأملها.

47 ـ فجر الإسلام لأحمد أمين: كنت قد قرأت لأحمد أمين قبلها كتابه (زعماء الإصلاح في العصر الحديث) فأحببت أسلوبه، لكن محبتي له تضاعفت بعد أن قرأت له هذا الكتاب، وأصبح بعدها من كتابي المفضلين الذين لا يخيب أملي أبداً حين أقرأ لهم.

48 ـ اسطنبول الذكريات والمدينة لأورهان باموق ترجمة عبد القادر عبد اللي: صالحني هذا الكتاب على أورهان باموق الذي كنت قد فشلت قبلها في إكمال رواية له، وساعدني كتاب آخر له هو (ألوان أخرى) بترجمة سحر توفيق على تعميق محبتي له، فقرأت كل أعماله التي سبقت هذين الكتابين، وعشقت روايته (اسمي أحمر) التي لم أكن قد نجحت في إكمالها، وأصبحت أنتظر كل كتاب جديد له بشغف.

49 ـ دليل المسلم الحزين لحسين أحمد أمين: قبل أن أسعد بالتتلمذ على يديه، كنت قد تعرفت عليه ككاتب من خلال عدة مقالات ساخرة كان ينشرها في يوميات صحيفة (الأهالي) وجمعت بعد ذلك في كتاب لم يعد طبعه كثيراً عنوانه (رسالة من تحت الماء)، لذلك تعاملت مع عنوان (دليل المسلم الحزين) لأول وهلة بوصفه عنواناً ساخراً، كنت حسن الحظ حين اشتريت طبعة من مكتبة مدبولي والتي نشرت الكتاب، بصحبة كتاب جميل آخر هو (حول الدعوة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية)، وأدخلني الكتابان المتصلان المنفصلان في حالة عصف ذهني، ودفعاني لقراءة المزيد من الكتب في الموضوع ذاته، كما أنهما أوقعاني في محبة أسلوب الأستاذ حسين وقدرته المدهشة على المحاججة ونقد آراء خصومه، فضلاً عن ثقافته الموسوعية التي لم أر لها مثيلاً.

50 ـ السامريون الأشرار الدول الغنية والسياسات الفقيرة وتهديد العالم النامي لـ هاجون تشانج ترجمة أحمد شافعي: أول كتاب يصالحني على الكتب الاقتصادية التي كنت أجد صعوبة في قراءتها، قرأت كل ما ترجم للمؤلف إلى العربية، وأصبحت أجد قراءة الكتب الاقتصادية أسهل بعد أن أدركت بفضل تشانج مدى أهميتها في فهم الكثير مما يحدث لنا في هذه الأيام السوداء.

51 ـ أعترف أنني قد عشت ـ مذكرات بابلو نيرودا ـ ترجمة محمود صبح: تحمست لقراءتها بسبب ما كان كتبه عنها الأستاذ رجاء النقاش في (الأهرام)، ووجدتها تستحق كل ما يكتبه عنها، تأثرت بها كثيراً ولا زلت أعود لقراءتها باستمتاع من حين لآخر.

52ـ قصص أليس مونرو: تعرفت عليها بفضل الأستاذ أحمد شافعي الذي ترجم لها عدة قصص بديعة، فأصبحت من مدمنيها وأنصحك بقراءة كل ما تجده لها من كتب، خاصة أن أغلب كتبها متاح مجاناً على موقع مؤسسة هنداوي الذي ستجد عليه أيضاً كل أعمال طه حسين وأحمد أمين وغيرهما من الكتاب المتميزين، ولذلك يستحق القائمون عليه كل التقدير والاحترام.

53 ـ تقرير إلى غريكو لنيكوس كازنتزاكيتس ترجمة ممدوح عدوان: لحسن حظي كان أول ما قرأته لكازنتزاكيتس فجاء مدخلاً رائعاً لعالمه الإبداعي الجميل. قراءة هذا الكتاب في هذه الأيام العصيبة التي يعيشها العالم ستساعدك كثيراً على فهم ما يحدث حولنا، خاصة أن ذلك التقرير العظيم كُتِب في أيام أسوأ وألعن من أيامنا هذه بكثير.

54 ـ نوادر ماركو فالدو لـ إيتالو كالفينو ترجمة المحمود إبراهيم: عمل مدهش ومنعش، قرأته بعد عمل مدهش آخر لنفس المؤلف هو (لو أن مسافراً في ليلة شتاء)، والذي سيفتح بدوره شهيتك للقراءة والكتابة، وسيجعلك من مدمني القراءة لكالفينو العظيم.

55 ـ جورج أورويل سيرة حياة لـ برنارد كريك ـ ترجمة ممدوح عدوان: تجربة مبهرة في تتبع سيرة حياة كاتب ومواقفه وتطورها وما عاشه من مشاكل وأزمات، بشكل يتجاوز التأريخ لشخص الكاتب ليصير تأريخاً للعصر الذي عاش فيه، ويساعدك على فهم الكثير عن خطورة الكتابة وتأثيرها على صاحبها وعلى من يقرؤون له ويأخذون ما يكتبه بجدية.

56 ـ الجين تاريخ حميم لسيدهارتا موكرجي ترجمة إيهاب عبد الحميد: تحدثت عنه مؤخراً في قائمة ما أحببته من كتب صدرت في العام الماضي، تأثرت كثيراً بطريقة كاتبه في عرض أفكاره وفي قدرته على تطوير سرده، مما جعل منه واحداً من أكثر الكتب العلمية تشويقاً ومتعة، لا تفوت فرصة قراءته أبداً.

57 ـ أوراق العمر للدكتورلويس عوض: أجمل وأشجع مذكرات قرأتها لكاتب عربي، وقد ساعدتني كثيرًا على فهم لويس عوض وتقديره برغم الاختلاف مع بعض شطحاته.

58 ـ طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد لعبد الرحمن الكواكبي: من الكتب التي لست محتاجًا إلى شرح أسباب أهميتها وضرورة قراءتها، لكنك تتمنى أن تعيش اليوم الذي تنتفي فيه الأسباب التي تجعل وجود الكتاب ضرورياً على قائمة أي مواطن عربي للكتب المهمة.

59 ـ تاريخ الجبرتي: أنصحك بتصديق كل ما سبق أن سمعته عن أهمية قراءة هذا الكتاب العظيم، وحين تقرأه ستبادر من تلقاء نفسك لنصح أصدقائك بوضعه على قائمة الكتب التي تستحق إعادة القراءة من حين لآخر.

60 ـ أشعار بالعامية المصرية لصلاح جاهين: بدأت علاقتي بشعر صلاح جاهين من خلال الرباعيات، قبلها كنت أحب أغانيه وأفلامه وبرامجه، وبالطبع كنت أحفظ رباعياته التي غناها سيد مكاوي وعلي الحجار، كان من ضمن مهامي كسكرتير لتحرير صحيفة (الدستور) في إصدارها الأول أن أختار رباعية في كل عدد لنشرها في رأس الصفحة الأخيرة، فبدأت أكتشف رباعيات جميلة لم يكن سيد مكاوي قد لحنها، لتشجعني تلك الرباعيات “الجديدة” وما كتبه عنها يحيى حقي، لقراءة كل ما كتبه صلاح جاهين من شعر لا زال يصاحبني حتى الآن.

61 ـ سنوات ما قبل الثورة (أربع أجزاء) لصبري أبو المجد: جدارية ضخمة لتاريخ مصر السياسي والاجتماعي قبل ثورة يوليو، عليك كقارئ أن تكون صبوراً وتتجاوز عن بعض ما بها من لخبطة وتشوش وإعادات وفتاوى بائسة في الوطنية والسياسة، لكنك ستجد وسط ذلك كله كثيراً من المعلومات المذهلة والمبهرة التي ستقودك إلى كتب ومراجع أخرى عن هذه الفترة المهمة التي أسقطها العسكر من ذاكرة المصريين.

62 ـ الأشياء تتداعى لتشنوا أتشيبي ترجمة سمير عزت نصار: عمل مذهل.

63 ـ العقد الفريد لابن عبد ربه الأندلسي: أول ما قرأته من كتب التراث، كنت قد قرأت مختارات منه أصدرتها وزارة الثقافة السورية في كتاب صغير، فأحببت ما قرأته وتشوقت لقراءة الكتاب الأصلي، لا أعلم مدى جَلَدك على قراءة المجلدات، لكني اتبعت مع هذا الكتاب أسلوب القراءة الانتقائية، فاخترت الفصول التي تهمني مواضيعها، ثم الفصول الأقل أهمية، حتى أنهيت قراءة الكتاب، وشجعتني التجربة على قراءة كتب أخرى لا تقل جمالاً مثل الكامل في اللغة والأدب للمبرد وعيون الأخبار لأبي قتيبة والمستطرف في كل فن مستظرف للإبشيهي.

64 ـ تدبير منزلي لمارلين روبنسون ترجمة سامر أبو هواش: السهل الممتنع، رواية تترك أثرًا عجيبًا في النفس ويستحيل نسيانها.

65 ـ المثقفون والسلطة في مصر للدكتور غالي شكري: كتاب مهم وممتع، لم يصدر جزءه الثاني للأسف، قرأته في الجامعة وأنا أعد لبحث تخرج، وأحببت بفضله القراءة لغالي شكري.

66 ـ صحراء التتار لدينو بوتزاتي ترجمة معن مصطفى الحسون: معجزة أدبية.

67 ـ أطفال منتصف الليل لسلمان رشدي ترجمة عبد الكريم ناصيف: رواية ممتعة، تستحق إعادة القراءة أكثر من مرة.

68 ـ مختارات أنطون تشيخوف ترجمة الدكتور أبو بكر يوسف: في سنتي الجامعية الأولى كانت أول زيارة لي لمعرض القاهرة للكتاب، وكان الاتحاد السوفيتي قد انهار للتو، وكان من تبعات انهياره أن مؤلفات دار التقدم رادوغا أصبحت تباع برخص التراب في جناحها الذي أصبح اسمه الجناح الروسي، وكان من حسن حظي أن وجدت وسط الزحام الفظيع نسخة متهالكة من مجلدات مختارات تشيخوف الأربعة، وبدأت في طريق عودتي إلى البيت في قراءة أول قصة في المجلد الأول، ولم أفعل شيئاً في الأيام التالية سوى قراءة المجلدات الأربعة التي عرفت أنها القليل مما تركه تشيخوف خلفه، ولا زلت آمل في قراءة كل ما كتبه هذا الكاتب العظيم من قصص ومسرحيات ومقالات ورسائل.

69 ـ الرسائل لفيودور ديستويفسكي ترجمة خيري الضامن: عمل مبهر استفدت منه كثيراً خصوصاً أنني قرأته في نهاية فترة كنت قد توقفت فيها عن الكتابة.

70 ـ المثقفون لبول جونسون ترجمة طلعت الشايب: كنت مبهوراً في البداية بالنَفَس الفضائحي الموجود في الكتاب، لكنه ساعدني على تجاوز فكرة تمجيد وتقديس الشخصيات التي قدمت عطاءاً مهماً، اكتشفت فيما بعد أن كاتبه أنهى حياته بفضيحة أخلاقية من نفس الصنف الذي كان يحب أن يتتبعه لدى من كتب عنهم، لم يعد للكتاب عندي نفس الأهمية، لكنه كان من الكتب التي حملتها معي خلال سفري، لأن إعادة قراءته مهمة للاستفادة من أسلوبه الرائع، وهو ما يمكن أن ينطبق أيضاً على كتاب (في صالون العقاد كانت لنا أيام) للكاتب أنيس منصور الذي لم أعد أطيق القراءة له، لكنني لا يمكن أن أنسى أسلوبه المبهر في ذلك الكتاب الذي أحبه أكثر من أغلب كتب العقاد نفسه.

71 ـ الخبز الحافي لمحمد شكري: تأثير قراءتها لأول مرة لا يمكن أن يُنسى.

72 ـ الأعمال الروائية الكاملة للطيب صالح: كاتب رائع بكل المقاييس، صاحب أسلوب متفرد في الكتابة.

73 ـ الأميّة سيرة الكاتبة لأغوتا كريستوف ترجمة محمد آيت حنا: كتاب مدهش أدين له بالتقدير والعرفان، لأنه عرّفني على هذه الكاتبة العظيمة.

74 ـ العمى لجوزيه ساراماجو ترجمة محمد حبيب: ولا يمكن أن أفصل عن هذه الرواية في الأهمية والجمال امتدادها الروائي (البصيرة) والتي ترجمها أحمد عبد اللطيف.

75 ـ الأعمال الشعرية الكاملة لشارل بودلير ترجمة رفعت سلام: عمل رائع وملهم، أحرص على إعادة قراءة بعض صفحاته من حين لآخر.

76 ـ باولا لإيزابيل الليندي ترجمة صالح علماني: أول ما قرأته لها، وشجعني على قراءة باقي أعمالها التي استمتعت بالكثير منها، وكان آخر ما أحببته لها مذكراتها (حصيلة الأيام)، بعد ذلك هناك شيء ما حدث لما تكتبه، لكني حين أتذكر ما بقي في وجداني وذاكرتي من (باولا) أتسامح معها من جديد.

77 ـ ما وراء الخير والشر لنيتشه: أول كتاب قرأته لنيتشه، لم أقرأه بترجمة علي مصباح التي صدرت عن منشورات الجمل، قرأته في طبعة أصدرتها دار الفارابي، لم أعد أذكر اسم المترجم للأسف، لكني أتذكر أنني تأثرت بالكتاب كثيراً واستفزتني الكثير من أفكاره، وتشجعت لقراءة (هكذا تكلم زرداشت)، وأصبحت بعدها أحب قراءة كتب الشذرات الفلسفية مثل كتب سيوران. لم أعد أنبهر بنفس القدر بكثير مما كان يبهرني من أفكار نيتشه، أتذكر تعبيراً قرأته لأحد نقاده يقول إن نيتشه بارع في الدفاع عن مواقف متناقضة، وإقناع قارئه بالشيء وعكسه، لكني مع ذلك لا زلت أنبهر بأسلوبه في الكتابة وطريقته في عرض فكرته.

78 ـ الصحوة الإسلامية في ميزان العقل للدكتور فؤاد زكريا: قبله قرأت للدكتور فؤاد كتاباً صغيراً عن محمد حسنين هيكل بعنوان (كم عمر الغضب)، وساعدني على التعامل مع كتب هيكل بعقلية نقدية لا تنبهر بحلاوة الأسلوب، وحين قرأت كتاب (التفكير العلمي) بنصيحة من أستاذتي في قسم الصحافة الدكتورة عواطف عبد الرحمن زاد تقديري للدكتور فؤاد زكريا، وأصبحت أحرص على قراءة كل ما يكتبه، لكن هذا الكتاب بالذات له مكانة خاصة عندي.

79 ـ كتاب اللا طمأنينة لفرناندو بيسوا ترجمة المهدي أخريف: كتاب شديد الجمال، بدأت منذ سنوات وخلال إحدى مرات إعادة قراءتي له، في معارضته بشكل ساخر في فقرات قصيرة لم أنشرها بعد.

80 ـ العطر لباتريك زوسكند ترجمة كاميران حوج: من الروايات المذهلة في تأثيرها على النفس والعقل.

81 ـ كابوس مكيف الهواء لهنري ميللر ترجمة أسامة منزلجي: كان أول ما قرأته لهنري ميللر، وقد تأثرت كثيراً بموقفه الساخر من فكرة الوطنية، وشدني أسلوبه للبدء في قراءة بقية أعماله الأدبية، فأصبحت من مريديه.

81 ـ الأيام للدكتور طه حسين: آخر ما قرأته لطه حسين، وأعظم ما قرأته له، كنت طول الوقت أقاوم قراءته لسبب لا أدريه، لكن أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً.

82 ـ الأعمال الشعرية الكاملة لأمل دنقل: ربما لم أعد أحب كثيراً من قصائده بنفس قدر محبتي لها زمان، لكن لا يمكن أن أنسى التأثير الذي تركته لغة أمل دنقل في نفسي ووجداني

83 ـ عمالقة الأدب الغربي لبرتون راسكو ترجمة دريني خشبة وأحمد قاسم جودة: تعرفت على هذا الكتاب بالصدفة، وجدت جزءه الثاني في مكتبة مهملة داخل شقة مهجورة لأحد زملائي في الجامعة، سمح لنا أن نأخذ منها كتابين فقط، اخترت هذا الكتاب والجزء الأول من الشوقيات، سحرني الكتاب لأنه كان مختلفاً في تقديمه لتراجم كتاب كبار كنت أحفظ أسماءهم لكني لم أقرأ لهم شيئاً من قبل، بحثت عن جزئيه الأول والثالث لسنوات فلم أجده إلا مؤخراً، شجعني على القراءة لأسماء كثيرة أحببت تقديمه لها بشكل إنساني لا يخجل من ذكر النواقص والعيوب. كتاب ممتع جداً.

84 ـ قصة الحضارة لويل ديورانت ترجمة محمد بدران: كل عام أقرأ منه جزءاً واحداً، ويتوقع أن أنهيه بعد أربع سنوات، الفترة التي أخصصها لقراءته في كل عام من أجمل فترات القراءة وأكثرها إمتاعاً.

85 ـ صندوق الدنيا لإبراهيم عبد القادر المازني: من أجمل ما قرأت للمازني، الذي أصبح بعد هذا الكتاب واحداً من أهم كتابي المفضلين، لا زال المازني للأسف من أقل كتّاب العربية العظام حظاً وتقديراً.

86 ـ العنف والسخرية لألبير قصيري ترجمة محمود قاسم: قرأتها فور صدورها عن سلسلة روايات الهلال وكان تأثيرها علي صاعقاً، انبهرت بالفكرة والشخصيات والأسلوب، وظللت أتتبع كل أعمال قصيري القليلة، وحين قرأت فيما بعد انتقادات للترجمة استغربت لأني لم أشعر بوجود مشكلة حين قرأت، لكنني حين قرأت رواية (ألوان العار) شعرت أنها أكثر إحكاماً وأن لغتها أفضل، ومع ذلك فقد وجدت نفس ملامح العالم الروائي الذي أحببته حين قرأت هذه الرواية الجميلة لهذا الكاتب الفريد.

87 ـ نداء الشعب للدكتور شريف يونس: أهم كتاب يمكن أن تقرأه عن تاريخ مصر بعد ثورة يوليو، لا يمكن وصف أهميته وضرورته لفهم وتحليل الفترة التعيسة التي نعيشها الآن.

88 ـ عيون الغرباء لفتحي غانم: بدأت قراءة قصص هذه المجموعة حين كانت تنشر في أعداد متفرقة من مجلة (روز اليوسف) سنة 1992، لم أكن قبلها قد قرأت شيئاً لفتحي غانم، وجدت له بعدها رواية (حكاية تو)، أعجبتني جداً، وبدأت في تتبع أعماله الجميلة التي أرشح لك منها أيضاً (زينب والعرش) و(ست الحسن والجمال).

89 ـ وقفة قبل المنحدر لعلاء الديب: أول ما قرأته لأستاذي الحبيب، وهو الكتاب الذي جعلني أسعى للتعرف عليه بشكل شخصي، أحببت بعدها عالمه الروائي خصوصاً رائعته (أيام وردية)، وقرأت بفضله مئات الكتب الجميلة والمهمة، لكن يظل لكتابه هذا أهمية خاصة عندي، لأنه جعلني أفكر مبكراً في معنى الذاكرة وأهميتها كسلاح للمشتغل بالثقافة، وفي تراجيديا اغتراب المثقف عن مجتمعه وطبيعة علاقته بالسلطة. في سنة 2005 كتبت مقالاً بعنوان (وقفة تحت المنحدر) أتحدث فيه عن علاقتي بالكتاب بعد مرور سنوات على قراءته الأولى، لا أجد عنواناً مناسباً لوصف موقعنا من المنحدر الآن، لكنني لا زلت وسأظل أتذكر كلمات علاء الديب عن أهمية أن تكون لديك ذاكرة لا تقبل الصفح أو العزاء، لأنها ستكون سلاحك الوحيد للمواجهة.

90 ـ غراميات مرحة لميلان كونديرا ترجمة محمد التهامي العماري: هي أول ما قرأته لكونديرا، قرأتها في طبعة أصدرتها دار الآداب، استلفتها من الأستاذ إبراهيم عيسى، لا أذكر للأسف اسم مترجم طبعة الآداب، لكنني بفضل ترجمته الرائقة انبهرت بأسلوب كونديرا، وأصبح بعدها من كتابي المفضلين.

91 ـ التطهير العرقي في فلسطين لإيلان بابيه ترجمة أحمد خليفة: كتاب شجاع وعظيم ويساعد في فضح الكثير من المفاهيم الرائجة بين المواطنين “الشرفاء” عن القضية الفلسطينية.

92ـ الأعمال الكاملة لمحمود درويش شعراً ونثراً: مهما صنعت السنين والقراءات والتجارب من مسافة نفسية وعقلية بيني وبين كتابة محمود درويش، يظل التأثير الذي تركته كتابته عليّ أقوى من تجاوزه ونسيانه.

93 ـ الأسس العملية لكتابة السيناريو تأليف لويس هيرمان وترجمة مصطفى محرم: أجمل الكتب التي قرأتها عن فن كتابة السيناريو، وأكثرها فائدة وعملية.

94 ـ دور الصدفة والغباء في تغيير مجرى التاريخ لإيريك دورتشميد: قد لا يكون من أعمق ما قرأته من دراسات تاريخية، لكنه من الكتب التي تأثرت بأسلوبها وطريقة صنعها كثيرًا.

95 ـ حفلة التيس لماريو بارجاس يوسا ترجمة صالح علماني: عمل ممتع، عرفني على كاتب عظيم استمتعت بكل ما كتبه.

96 ـ في نفس المركز أضع ثلاثة أعمال درامية أحببتها كثيراً وتأثرت بها هي عدو الشعب لهنريك إبسن والخراتيت ليوجين يونسكو وموت بائع متجول لآرثر ميللر، وسيشجعك كل منها على قراءة المزيد من أعمال مؤلفيها العظام، وبالطبع لا يوجد أي سبب لوضعها في نفس المركز، سوى محاولة التحايل على شرط المائة كتاب بشكل أكثر وضوحًا ووقاحة من محاولات التحايل السابقة.

97 ـ النوافذ المفتوحة مذكرات الدكتور شريف حتاتة: عمل شجاع وملهم وحزين.

98ـ حادثة شرف ليوسف إدريس: أعترف أنني لم أعد أحب كتابة يوسف إدريس بنفس قدر حبي لها وله حين كنت طالبًا جامعيًا، لكني لا يمكن أن أتجاوز تأثير هذه المجموعة بالتحديد عليّ كقارئ، وكيف ظللت منبهرًا بها لفترة طويلة، ولا أزال أفضلها من بين كل أعمال يوسف إدريس. من أجمل ما قرأته عن أهمية يوسف إدريس التي تتجاوز ما يبقى لديك من أثر كتابته، ما كتبه الكاتب الجميل محمد مستجاب في كتابه (حرق الدم) عن الدور الذي لعبه يحيى حقي في حرث مساحة من أرض الكتابة، ولولا ذلك لتأخر ظهور يوسف إدريس كثيراً، وهو نفس الدور الذي لعبه يوسف إدريس حين ظهر في بداية الخمسينات، حيث قطع الطريق على الكتابة المسالمة الطيبة التي أمتعنا بها كتاب القصة السابقون عليه ـ مثل محمود البدوي وتيمور ويوسف السباعي وغيرهم ـ “وكيف اجتاح عالم الكتابة بأسلوبه الشرس الطازج الذي يشرّ سوائل فوارة، حتى أنك كنت ولا زلت تسمع الصوت الهادر لحركة أفكاره وقلمه وورقه وأهدافه”، وهو رأي أتفق معه تماماً، ولذلك لا أعتقد أن أي مهتم بالكتابة يمكن أن يتجاهل دور يوسف إدريس وأهميته الإبداعية، حتى لو خفت بمرور الزمن تأثير كتابته مقارنة بكتّاب آخرين يتوهج تأثيرهم ويتعاظم مع مرور الأيام.

99 ـ حصاد السنين للدكتور زكي نجيب محمود: كتاب عظيم، كانت قراءته المبكرة لي مهمة، لأدرك أنه من العبث أن يتوصل الإنسان إلى قناعات فكرية مبكرًا ويقضي وقتًا أطول من اللازم في الدفاع عنها، قبل أن تكشف له الأيام خطئها أو تؤكد له صحتها، وأنه لا شيء يقتل الإنسان أكثر من اليقين المطلق المحصّن ضد الشك.

100ـ مذكرات شارلي شابلن: حتى لو لم تكن مشتغلاً بالفن أو مهتماً بفكرة العلاقة مع الجمهور، ستعني لك هذه المذكرات الكثير، خصوصًا إذا كان شارلي شابلن هو فنانك الاكثر تفضيلاً، وفيلمه (أضواء المدينة) فيلمك الأكثر تفضيلاً، لكن هذا ليس موضوعنا الآن، ولذلك تعال نؤجل الحديث عن مفضلاتي المئة من الأفلام لوقت آخر، تكون فيه قد أكملت وضع قائمتك الخاصة بمفضلاتك المئة من الكتب.

 

___________
* تم نشر هذه المادة، على حلقتين، في صحيفة العربي الجديد، يناير 2019م.

عدد المشاهدات : 5711

 
 

شارك مع أصدقائك

Comments are closed.