بيير جوزيف برودون
مدير التحرير
“أن تكون محكومًا، يعني أن تُراقَبَ، وتُفتَّشَ، ويتمّ التجسس عليكَ، وتُوَجَّهَ، و تُقَادَ بالقانون، وتُرَقَّمَ، وتُنَظَّمَ، وتُسجّل، وتُلَقَّن، وتُوعَظَ، ويُسيْطَر عليك، وتُراجَع، وتُقَدَّر، وتُقيَّم، وتُنتَقَد، وتُؤْمَرَ، من قبل كائنات لا يملكون الحق، ولا الحكمة ولا الفضيلة للقيام بذلك.
أن تكون محكومًا، يعني أن تكون في كل عملية، في كل معاملة، مُلاحظَا، مُسَجَّلا، مُعْدُودًا، خاضعًا للضريبة، مختوما، مُقَاسًا، مُرَقَّمًا، مُقَيَّمًا، مُرَخَّصًا، مُجَازًا، مُلامًا، ممنوعًا، مُحرّمًا، مُعَدَّلًا، مُصحَّحًا، مُعَاقبًا.
وتحت ذريعة المنفعة العامة، وباسم المصلحة العامة، تُنتَزع الضرائب، وتُبذَّر، وتُسْلَب، وتُستَغَلّ، وتُحتَكر، وتُغْتَصَب، وتُعتَصر،وتُخْدَع، وتُسْرَق.
ثم، ومع أدنى مقاومة، أو أول كلمات الشكوى، تُقْمَع، وتُغَرَّم، وتُذَمّ، وتُضَايَق، وتُطَارد، وتُسَاء معاملتك، وتُجَرَّد من السلاح، وتُقَيَّد، وتُخْنَق، وتُسْجَن، وتُحًاكم، وتُدَان، وتُضْرَب، وتُرَحَّل، ويُضَحَّى بك، وتُبَاع، وتُخَان، وفوق كل هذا: يُستهزَأ بك، ويُسخَر منك، وتُحْتَقَر، وتُهَان، وتُلَوَّث سمعتك.
هذه هي السلطة، وهذا هو عدلها، وهذه هي أخلاقها”.
***
“الملْكِيّة هي السرقة”.
***
“لا يوجد أي شئ في الدولة، من أعلى التراتبية، إلى أسفلها، لا يعتبر تعسفًا، يحتاج للإصلاح، وتطفّلاً، يجب القضاء عليه، وأداةً للاستبداد، ينبغي تدميرها”.
***
“يجب أن يكون الموضوع الوحيد و المباشر للسياسة، هو تدمير الدول”.
***
“الحريّة هي أُم النظام، وليست ابنته”.
***
”وهل تتصور أنه بمجرد قول شيء ما، يصبح ذلك كافيا؟ بل لا بد أن يُعلَن على الناس في صخب، وأن يُذكَر مرارًا وتكرارًا”.
***
“كون المرأة ليست سوى حيوان جميل، فإن إنصاتها إلى هؤلاء الأقزام الذين يغذونها بشعارات مساواة المرأة ـالكاذبةـ سوف ينتهى بها إلى نتيجة حتمية هي: الحُبّ الحرّ، أي ممارسة البغاء، وتحقير العلاقات الزوجية، وإدانة الأنوثة النقية، وإثارة الحقد ضد الرجولة، ثم تتويجًا لكل ذلك، فسق لايُخمَد. وتلك هي فلسفة كل امرأة تَدّعي المطالبة بالحرية”.
***
“دعنا نبحث معًا، إذا رغبتَ، عن قوانين المجتمع، والطريقة التي تتحقق بها هذه القوانين، والأسلوب الذي يمكننا أن نكتشفها من خلاله بنجاح. لكن لأجل الرب، فقط بعد أن ندمر كل الدوغمائيات الأولية أو المسبقة، لا تجعلنا نحلم بدورنا بأن نلقن الشعب أو الناس. دعنا لا نسقط في تناقض ابن بلدك مارتن لوثر، الذي بعد أن أطاح باللاهوت الكاثوليكي، شرع في نفس الوقت بإقامة الأساس للاهوت بروتستانتي، مع العزل واللعنة الكنسية ذاتها. للقرون الثلاثة الماضية كانت ألمانيا مشغولة بتفكيك عمل لوثر الرديء، لا تدعنا نترك البشرية في حالة اضطراب مماثلة لنزيلها فقط نتيجة لجهودنا. إنني أحبذ بكل قلبي فكرتك عن أن نأتي بكل الأفكار تحت الضوء، دعنا ندير جدلًا جيدًا ومخلصًا، دعنا نعطي للعالم مثالًا عن التسامح العلمي وبعد النظر، لكن دعنا لا نجعل من أنفسنا، فقط لأننا على رأس الحركة، قادة لتسامح جديد، دعنا لا نكون في وضع رسلٍ أو أنبياء لدين جديد، حتى لو كان ذلك دين المنطق، دين العقل”.*
______________________
* مقطع من رسالة إلى صديقه: كارل ماركس.
عدد المشاهدات : 2552
شارك مع أصدقائك
Comments are closed.