الفوائد الصحية لتدوين اليوميات
مدير التحرير
دعيني أراهن على أنكِ تقومين بكتابة أو تنسيق نص ما بصفة يومية. فإذا كنتِ مثل أغلب النساء، فستدونين فقط ما يستحق التدوين. وسيكون ذلك غالبًا كمحاولة لتغيير آرائك وعاداتك.
إذن دعيني أطلعك على سر لا يعرفه الكثيرون؛ إن الورقة والقلم من الأدوات الفعالة في حياتنا بالفعل بشكل قد لا تتخيلينه.
إن تدوين اليوميات (أو كتابة المذكرات) تقليد قديم، يعود إلى اليابان منذ القرن العاشر الميلادي على الأقل. وعلى مر التاريخ، كان الأشخاص الناجحون يدونون يومياتهم بانتظام؛ فالرؤساء يفعلون ذلك لصالح الأجيال القادمة، وغيرهم من المشاهير يفعلون ذلك لأغراضهم الخاصة. وقد قال “أوسكار وايلد” الكاتب المسرحي في القرن التاسع عشر؛ “لا أسافر أبدا بدون مذكراتي. ينبغي دائما أن يكون لدى المرء شيء مثير ليقرأه خلال رحلة القطار”.
الفوائد الصحية:
خلافا للاعتقاد الشائع، فإن أجدادنا كانوا على قدر من العلم والمعرفة. فهناك أدلة متزايدة تشير إلى أن تدوين اليوميات له تأثير إيجابي على صحة الجسم. ويؤكد “جيمس بينبيكر” أخصائي علم النفس والباحث بجامعة تكساس في أوستن، أن تدوين اليوميات بانتظام يقوي خلايا جهاز المناعة المعروفة باسم الخلايا اللمفاوية التائية. وتشير أبحاث أخرى إلى أن تدوين اليوميات يقلل من أعراض الربو والتهاب المفاصل الروماتويدي. ويعتقد “بينبيكر” أن الكتابة عن الأحداث المُرهقة تساعد المرء على تقبلها، وبالتالي تقلل من تأثير هذه الضغوطات على الصحة الجسدية.
دعيني أخبرك أنني أعرف فيم تفكرين الآن: تقولين؛ “إذن، فكتابة بعض الجمل يوميا أمر مفيد للصحة، تماما مثل تناول الخضروات! لماذا يجب أن أهتم بتدوين اليوميات إذن، إذا كنت قد أكلت بالفعل طبقا كبيرا من الخضروات؟” حسنا، قد تقنعك الحقائق التالية:
إن الأدلة العلمية تشير إلى أن تدوين اليوميات له فوائد أخرى غير متوقعة، حيث أن فعل الكتابة يُشَغِل النصف الأيسر من الدماغ، وهو الجزء المسئول عن التفكير التحليلي والمنطقي. وبينما يَنشغل النصف الأيسر لدماغك بالكتابة، ينشط نصفه الأيمن المسئول عن الإبداع والحدس والمشاعر. وبإيجاز، فإن الكتابة تزيل الحواجز العقلية، وتسمح لكِ بالاستفادة من جميع قدراتكِ الذهنية للوصول إلى فهم أفضل لنفسك، وللآخرين وللعالم من حولكِ. فلتبدئي بتدوين اليوميات والاستفادة من هذه الفوائد:
- اكتشاف حقيقة أفكارك ومشاعرك: هل سبق لكِ أن شعرت بأن تفكيرك مشوش تماما، وأنكِ غير متأكدة مما تريدين أو تشعرين؟ إن قضاء بضع دقائق لتدوين أفكارك ومشاعرك (دون أية تعديلات!) يوفر لك وسيلة سريعة للتواصل مع عالمكِ الداخلي.
- معرفة نفسك بشكل أفضل: من خلال الكتابة بانتظام سوف تعرفين ما الذي يجعلكِ تشعرين بالسعادة والثقة. وسوف تحددين أيضا المواقف والأشخاص الذين لا تطيقينهم – وهذه معلومات هامة للصحة العاطفية.
- الحد من التوتر: إن الكتابة عن الغضب والحزن وغيرها من المشاعر المؤلمة يساعد على التخفيف من شدة هذه المشاعر. وبذلك سوف تصبحين أكثر هدوءًا وأكثر قدرة على التركيز على الحاضر.
- حل المشكلات بطرق أكثر كفاءة: عادة ما نقوم بحل المشاكل من منظور تحليلي باستخدام النصف الأيسر من الدماغ. ولكن في بعض الأحيان قد لا نتوصل إلى الحل إلا من خلال الإبداع والحدس بواسطة النصف الأيمن من الدماغ. وفعل الكتابة يحرر هذه القدرات الأخرى، ويمنحنا الفرصة لإيجاد حلول غير متوقعة لمشاكل تبدو عصية على الحل.
- حل الخلافات مع الآخرين: إن الكتابة عن سوء التفاهم بدلا من التقريع واللوم تساعدك على تفهم وجهة الطرف الآخر. وقد يساعدك ذلك على التوصل إلى حل معقول للخلاف.
وبالإضافة إلى كل هذه الفوائد الرائعة، فإن تدوين اليوميات بانتظام يسمح لكِ باكتشاف الأنماط والاتجاهات ومتابعة التحسن والنمو مع مرور الوقت. وعند المرور بظروف صعبة لا يمكن التغلب عليها، يمكنكِ إلقاء نظرة على معضلات سابقة نجحتِ بحلها.
كيفية البدء:
إن قيامكِ بتدوين يومياتك لمدة 20 دقيقة يوميا سيجعلها أكثر فعالية. بإمكانكِ البدء في أي مكان، ولا تلقِ بالا لقواعد الإملاء وعلامات الترقيم. وبالطبع فإن الخصوصية أمر ضروري إذا كنتِ ترغبين في الكتابة بحرية دون رقابة. اكتبي بسرعة، لأن هذا يحرر عقلك من “القوالب والقواعد المحددة سلفا” وغيرها من العوائق الأخرى أمام تدوين يومياتك بنجاح.
إذا كان ذلك سيساعدك، يمكنكِ اختيار موضوع رئيسي لليوم أو الأسبوع أو الشهر (على سبيل المثال، راحة البال أو الارتباك أو التغير أو الغضب). القاعدة الأهم في كل ذلك هي أنه لا توجد قواعد.
ومن خلال كتاباتك، سوف تكتشفين أن مذكرة يومياتك هي صديقة متفهمة لا تتسرع في إصدار الأحكام. وقد تمثل لكِ أرخص وسيلة علاج نفسي على الإطلاق. وحظا سعيدا في رحلة تدوين يومياتك!
___________________
هذه المادة، أعدتها: مود بورسيل، وتمت ترجمتها لموقع وجود.
عدد المشاهدات : 1865
شارك مع أصدقائك
Comments are closed.