عشر قواعدَ للكتابة | ايلمور لينارد
مدير التحرير
توفي ايلمور لينارد الملقّب بـ”ديكنز ديترويت” قبل أيام مقفلا على تجربة كتابية شملت خمسا وأربعين رواية. لطالما أدرج اسم المؤلِّف الأميركي بين مبتكري نصوص أدب الجريمة، غير ان من شأن الموت ربما أن يعيده الى مكان أكثر انصافا، الى جوار الأدباء البارزين بالإنكليزية. بدأ لينارد مسيرته التأليفية في فلك حكايات من نوع “وسترن” قبل المضي الى نمط التشويق الإجرامي الذي اشتهر به، ليُنقل عدد كبير من عناوينه الى السينما من بينها “قدح من شراب الروم” الذي اقتبسه كوانتن تارانتينو بصريا وسمّاه “جاكي براون”. غير ان الأكثر نتوءا في مساره التأليفي تظل وصاياه للكتّاب التي تضمنها نصه “عشر قواعد للكتابة” الصادر قبل ثلاثة أعوام. أتت الوصايا خلاصة تجربة أحد عمداء الكتابة، حيث الكلام جليّ ولا يجامل.
***
تتعلق القاعدة الأولى بتفادي استهلال أي كتاب بتيمة الطقس، إلاّ إذا وظّفت لإبراز رد فعل احدى الشخصيات على التقلبات المناخية. تخصّ القاعدة الثانية نبذ التمهيد المزعج في خضم السرد إلا في حالات استثنائية كما في كتاب جون ستاينبك “الخميس الرائع”.
أما القاعدة الثالثة فتتمحور على الاكتفاء بفعل “قال” في الحوار، لأن خطّ الحوار في عرفه، يتعلق بالشخصية، أما انتقاء الفعل فمجال “حيث يحشر الكاتب أنفه”. يصرّ لينارد أيضا على المحافظة على علامات التعجب تحت السيطرة، بغية التأكد من أن لا تزيد على اثنتين او ثلاث في كل مئة ألف كلمة من النثر.
ويواصل لينارد وصاياه السردية داعيا إلى استبعاد كلمة “فجأة” من دون تبرير رأيه في المنطق، مكتفيا بملاحظة أن مستخدمي “فجأة” يميلون إلى إقحام علامات التعجب على نحو مفرط. يلاحظ لينارد أن من المفيد نبذ الوصف الدقيق للشخصيات، ويستعين بهمنغواي لدعم وجهة نظره، ذلك أن الوصف الخارجي لرجل أميركي والشابة التي رافقته في قصته القصيرة “تلال مثل الفيلة البيض”، اقتصر على جملة وحيدة: “نزعَت قبعتها ووضعتها على الطاولة”.
أما النصيحتان الأخيرتان فعن عدم الإسراف في وصف الأمكنة والأشياء بالتفاصيل، إلاّ إذا بيّن الكاتب موهبة بمستوى موهبة مارغريت اتوود، واستطاع تاليا رسم المشاهد بريشة الكلمات.
أما نصيحة لينارد الختامية فتدعو إلى تخلي الكاتب عن أجزاء النص التي سيميل القارئ إلى إسقاطها، أي المقاطع المكثفة حيث ثمة كلمات فائضة. نصائح لينارد الأدبية خريطة طريق لكل موهبة ناشئة.
________________________
* عن جريدة النهار اللبنانية.
* الصورة، لايلمور لينارد، في مكتبه، عام 2007.
عدد المشاهدات : 927
شارك مع أصدقائك
Comments are closed.