عن لا شيء | لورنا كروزير

عن لا شيء | لورنا كروزير

مدير التحرير

 

الصفر هو الشيء الذي لم نفهمه
في المدرسة. يضُربُ بأي شيء
ويبقى لا شيء.

عندما أسأل صديقي
أستاذ الحساب الذي يدرس البلاغة
فيما إذا كان الصفر رقماً، يقول نعم
فأشعر بارتياح شديد.

لو أنّه رقعة طبيعية،
لكان صحراء.

لو أنّ له صلة بالتشريح،
لكان فماً، طرفاً مفقوداً،
عضواً ضائعاً.
***

الصفر يسّتلُ طريقه
بين الواحد والواحد
ويغير كل شيء.

ينساب بين الأحرف الأبجدية.
إنّه الحرف الصوتي على لسان أخرس،
الناس في عيني رجل أعمى،
صورةُ وجهٍ
يحتضنه بين أطراف الأصابع.
***

عندما تنظر
من أسفل بئر جافة
الصفر هو ما ترى،
الأزرق الرهيب منه.

إنّه الحبل
الذي تلفّه حول حنجرتك
عندما يتلهف عقِبك للطيران.

“ايكاروس” استوعب الصفر
عندما لمسَ رائحة احتراق الريش
وسقط في البحر.
***

إذا دحرجت الصفر من أعلى الهضبة
سوف يتضخم
سيبتلع المدن، المزارع،
الناس حول طاولاتهم
يلعبون الـ تك ـ تاك ـ تو.
***

عندما وقعّ شيوخ الهنود
الاتفاقيات على متن الطائرات
كتبوا “إكس”
بجانب أسمائهم
في الإنكليزية، الـ “إكس” يساوي الصفر.
***

أسألُ صديقي
البلاغي الذي يدرس الرياضيات:
ما معنى الصفر واجعل المسألة بسيطة.
يجيب “الصفر بالعامية”.
***

الصفر هو رقم رجل
مغرم بالبورنوغرافيا
ويطلبها عبر البريد
تحت اسم مستعار.

إنه رقم
الرجل الأخير في صف الموت.

إنه رقم فتاة تقفز من الطابق الثالث
كي تجهض.

الصفر يبدأ وينتهي
في نفس المكان.
بعضهم يقارنه
بالسياقة عبر الجرود، طوال النهار
والشعور بأنك لم تذهب إلى أي مكان.
***

في البدء، خلق الله الصفر.

عدد المشاهدات : 441

 
 

شارك مع أصدقائك

Comments are closed.